مدينة نيويورك ،مدينة التعدد الثقافي بامتياز
السفير 24
مطار كيندي والإجراءات الأمنية التي سمعنا عنها عبر وسائل الإعلام والصحافة ،وجدناها عادية جدا ،لحماية أمريكا ،كانت أسئلة رجل الأمن في المطار لاتخرج عن منطق الاحترام للزائر وبأسلوب لبق ختم على جواز السفر قائلا مقاما طيبا في أمريكا ،خرجنا من بوابة الخروج لنفاجأ بذلك التنوع الثقافي الذي لم نتوقعه ،جنسيات مختلفة تتنتظر خروج المسافرين ،وكان حضورالجالية العربية مُلفت ،فوجدنا المغربي والأردني واليمني والشامي والجزائري والأندنوسي ،وعالم كان حاضرا في بوابة المطار .كنا محظوظون بمصاحبة شاب يمني للفندق حيث سنقيم ،كان شابا يحمل هم اليمن ،وما يعاني منه شعبه ،الذي انقسم إلى طوائف ،كان هذا الشاب ،يتكلم الإنجليزية بطلاقة ولم يمض على تواجده أكثر من عشر سنوات،تحدث عن زيارة قصيرة قام بها لبلده ،وكذا عن الحوار الذي قاده بن عمر المغربي مساعد الأمين العام والذي كان مآله الفشل
في طريقنا المزدحم لحي منهاتن الشهير ،تعرفنا عن حقيقة التنوع الثقافي الذي تتميز به نيويورك ،الوجوه العربية والباكستانية والمصرية والأسيوية حاضرة بقوة وكذلك حتى في شوارع منهاتن حيث سنقيم في أفخم فنادق مدينة نيويورك ،كانت بداية مريحة في انتظار يوم السبت الحافل باللقاءات التي ستنطلق في إحدى قاعات الأمم المتحدة بحضور وفود من مختلف دول العالم وكالعادة المغاربة متواجدون في هذا اللقاء لحماية الإسلام ولتصحيح الصورة النمطية التي أصبحت في الغرب
السبت السادس عشر شتنبر ،انطلق اللقاء المنتظر الذي جمع وفودا من مختلف بقاع العالم ،من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية العربية ،والإسلاميةلقاء تواصلي لطرح القضايا الحساسة ،لقاء الجرأة في طرح المعيقات ،لقاء تحت شعارين من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية العربية ،التي عرفت تدهورا بسبب التغير الذي حصل في الإدارة الأمريكية
تعاقب في الجلسة الأولى على منصة الخطابة وجوه كثيرة أمريكية وعربية ،بل أساتذة جامعيون من دول أروبية عديدة ،أكادميون دبلوماسيون وفاعلون حقوقيون ،اجتمعوا كلهم على رأي واحد وتقاسموا انشغالات الشارع العربي والأمريكي حكومات وشعوبا ،مداخلات العديد منهم لم تخلوا من جرأة في طرح القضايا ،حماسة بعض الأمريكيين في توضيح سماحة الدين الإسلامي كانت أحيانا أقوى تعبيرا وقد حركت مرارا حوالي أربع مائة مشارك ،فصفقوا احتراما للموقف
أجمع كل المتدخلين في اليوم الأول على جعل هذه المحطة انطلاقة حقيقية لتحريك الحوار الحضاري ،والتفكير بجدية في معالجة العديد من المشاكل والصراعات الحاصلة في الشرق الأوسط ،وعلى رأسها ،إيجاد حل عادل لمشكل الصراع الفلسطيني العربي
المشاكل التي تعرفها العديدمن الدول كانت مثار انشغالات متدخلين ،والذين طالبوا بدفع الأطراف المتصارعة في اليمن ،لتفعيل الاتفاق الذي وقعه طرفي الصراع بإشراف أممي
إن تسريع وتيرة الحوار الحضاري عن طريق إقامة هذه الندوات هو المخرج في بلورة تصور واقعي لمحاربة ظاهرة التطرف والغلو ،ووضع حد للإرهاب الذي تورط فيه مع كامل الأسف العديد من الشباب المزداد في الغرب ،التصور
البديل هو دفع الشباب للإنخراط في العمل السياسي ،والتواجد في المؤسسات الرسمية ،من أجل تصحيح الصورة النمطية التي أصبحت عن الإسلام في عيون الغرب بصفة عامة ،إن العديدمن الكفاءات الشابة الحاضرة في الندوة تعتبر ،أمل الأمة من أجل تكثيف جهودها مع جهود القائمين على حماية العقيدة ،لإقناع المجتمعات الغربية ،بضرورة طَي الصفحة ،وجعل هذه المحطة انطلاقة حقيقية في العلاقات الأمريكية العربية
إن واقع الأمة دفع البعض في المطالبة برفع معاناة مسلمي بورما ،وتجديد الخطاب الديني في الغرب مطلب العديد من المتدخلين ،الذين ألحوا على ضرورة أن تتحمل المملكة العربية السعودية مسؤولية حماية الدين والقيم السامية التي يحملها،وقد أشار أحد المتدخلين الأمريكيين على المحافظة على القيم المشتركة التي تحملها الأديان السماوية ،فتواجد رجال الدين في الكوارث الأخيرة التي حلت بالولايات المتحدة نموذج لهذه القيم المشتركة التي نتقاسمها
إذا أجمع المتدخلون في هذه الندوة على ضرورة إيجاد تصور لحماية المجتمعات من التطرف والإرهاب الذي لا عنوان له
يتبع
حيمري البشير مؤتمر التواصل الأمريكي العربي