مظاهر الحملات الإنتخابية السابقة لأوانها تظهر بمقاطعة أنفا بالدار البيضاء
السفير 24
يبدو أن حمى الحملة الانتخابية السابقة لأوانها قد بدأت تظهر على بعض الراغبين في الترشح للانتخابات الجماعية المقبلة، فقد أصبح البعض منهم وبشكل مفضوح، وأمام أعين و استغراب كل المتتبعين والفاعلين في الحقل السياسي والانتخابي المحلي بمن فيهم السلطات التي أصبحت تلعب دور المتفرج فقط، يقوم بحملات انتخابية سابقة لأوانها. مما يبعثر كل مجهودات الدولة لمحاربة العزوف السياسي واستعادة ثقة الناخبين في العملية الانتخابية، التي يعتبر التسجيل في لوائحها من أهم ركائز شفافيتها ونزاهتها.
وأصبح البعض من المنتخبين يلجأ إلى استعمال أساليب أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تدخل في الزمن البائد الذي كنا نظن أننا قطعنا معه، و تتجلى مظاهر الحملات الانتخابية السابقة لأوانها بمقاطعة أنفا بالدار البيضاء، التي يقوم بها رئيسها تحت غطاء جمعيات خيرية، في تنظيم أيام بيئية وقوافل طبية وتوزيع مساعدات وبونات الاعانات على المواطنين الفقراء بمقاطعته، وإطلاق الوعود الرنانة بالنسبة للطبقات الشعبية أساسا و استغلال مآسي السكان لتحقيق أهداف انتخابوية سياسوية محضة.
كما يعمل رئيس مقاطعة أنفا على “تفريخ” جمعيات يترأسها أشخاص دائرون في فلكه، و يتسابق إلى تقديم كل أنواع الدعم للجمعيات الموالية له، من أجل كسب قاعدة انتخابية مهمة تمكنه من كسب الأصوات الانتخابية، وهي الجمعيات التي لا تتوفر على أية استقلالية ولا على برامج، ويتم توظيفها وتجييش أعضائها فقط أثناء الحملات الانتخابية. كما يحرص على ملء صناديق جمعياتهم بأموال الدعم العمومي، عبر سلك الكثير من الطرق المشبوهة، المغلفة بأسماء براقة من قبيل “اتفاقيات الشراكة”، التي تعتبر منبعا يفرغ المال من ميزانية المقاطعة أو العمالة أو الجهة، مباشرة في الحساب البنكي للجمعيات بدعوى دعم أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية أو فنية.
وعلى ذكر الجمعيات فقد سبق لجريدة “السفير 24” أن حضرت مراسيم القرعة السنوية لأداء مناسك العمرة التي نظمتها جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي ومتقاعدي المقاطعة الجماعية أنفا، يوم السبت 16 فبراير المنصرم بمقر المقاطعة، حيث قامت الجمعية بإدخال الفرحة والسرور على نفوس 17 منخرطا من موظفيها، كما قام رئيس المقاطعة بمباركة منه بالتكفل بمصاريف العمرة لفائدة شخصين على نفقته، وهذا يحسب له في ميزان حسناته، لكن الغريب والمثير للاستغراب، هو ما قامت به مقاطعة أنفا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف من 8 مارس من كل سنة، حيت نشرت على صفحتها الرسمية على حساب “فايسبوك” مراسيم الاحتفال بنسوة هذه المقاطعة في يومهن العالمي، وكتبت على صفحتها أن الحاج محمد شباك رئيس المقاطعة، قام بتسليم جوازات السفر مع التأشيرات على المحظوظين من الموظفات والموظفين باداء مناسك العمرة، على الرغم من أن هذه البادرة نظمتها الجمعية السالفة الذكر، وليس رئيس المقاطعة، وكان قد فاز في هذه القرعة 10 أشخاص على نفقة الجمعية و3 أشخاص على نفقة رئيس الجمعية وشخصين على نفقة رئيس المقاطعة وشخص على نفقة النائب الثالث لرئيس المقاطعة والشخص الأخير على نفقة أمين مال الجمعية، وليس العكس الذي ادعته الصفحة الرسمية لمقاطة أنفا، التي تجاهلت الجمعية.
وقامت جريدة “السفير 24” بربط الاتصال بالسيد عمر التيدي رئيس جمعية موظفي مقاطعة أنفا، لأخد رأييه في ما نشر على الصفحة الرسمية لمقاطعة أنفا، حيث أكد لنا أن الجمعية تكفلت بمصاريف مناسك العمرة لـ 15 شخصا ورئيس المقاطعة تكفل بمصاريف شخصين على نفقته الخاصة، وبخصوص عدم ادراج اسم الجمعية في حفل تسليم تأشيرات العمرة أجاب عمر التيدي، أن الأمر هو من اختصاص الرئيس وليس لهم أي دخل في هذا الشأن، كما أن جمعيتهم لا تمارس أي نشاط سياسي أو غيره، منهيا حديثه مع “السفير 24“.
ليبقى السؤال المطروح بقوة في مقاطعة أنفا، هو أن الوقت قد حان للقطع مع الممارسات المشينة و المخلة بالمسلسل الديمقراطي بالمغرب، و التجاوزات التي تضرب في العمق مصداقية ونزاهة الانتخابات في هذا المرفق العمومي، و التي ستساهم بشكل علني في إفساد العمليات الانتخابية المقبلة، كما يجب أيضا قطع الطريق على مثل هؤلاء المنتخبين الذين يستغلون مواقع المسؤولية للقيام بحملات انتخابية سابقة لأوانها.
كما يتحتم على السلطات بعمالة مقاطعة أنفا، العمل على وقف كل الممارسات التي تعاكس تطلعات جلالة الملك في محاربة الفساد والمفسدين، الذين انكشف أمرهم وأصبح كرسيهم مهدد في الانتخابات المقبلة.
فهل سيتم تلجيم هذه الكائنات الانتخابية التي تسيء الى مملكتنا أم أنها ستظل تسبح ضد التيار.