في الواجهةكتاب السفير

تعليق فاضح يكشف سقوط الحياد: عصام الشوالي في قفص الاتهام الإعلامي

تعليق فاضح يكشف سقوط الحياد: عصام الشوالي في قفص الاتهام الإعلامي

le patrice

السفير 24 – هشام بلحسين

ما قدّمه المعلق عصام الشوالي خلال مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب يمثل سقوطًا مهنيًا فاضحًا، وفضيحة في التعليق تضاف إلى سجل الانحراف عن أبسط قواعد النزاهة الإعلامية. لم يكن ما حدث مجرد حماس زائد أو اجتهاد في التحليل، بل تمثل في انحياز سافر وعداء مكشوف تجاه منتخبنا الوطني، على مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين.

منذ بداية المباراة، بدا واضحًا أن المعلق قد اختار جانبًا معينًا. تحول الميكروفون من أداة لنقل الأحداث إلى وسيلة لتوجيه الرسائل، ومنبر التعليق إلى منصة للترويج للمنتخب الأردني، بينما كان هناك استهداف واضح لكل ما يتعلق بمنتخبنا. لم يكن انحيازه خفيًا أو قابلًا للتأويل، بل كان جليًا كوضوح شروق الشمس.

الأمر الأكثر خطورة هو أن نبرة الشوالي لم تكن نابعة من حياد المعلّق، بل كانت تدل على انفعالات طرف غاضب، وكأن المغرب يلعب ضد تونس و بدا كأن هناك إصرارًا على هدم معنويات المشاهدين، في سلوك لا يتناسب مع قيمة البطولة العربية ولا بتاريخ التعليق الرياضي الذي ينبغي أن يرتكز على المهنية الحياد وهنالك سؤال يطرح نفسه بوضوح: من منح الضوء الأخضر لهذا الانحياز الفاضح؟ هل هو اجتهاد فردي خرج عن السيطرة، أم هو تنفيذ لخطاب إعلامي موجه يعتبر منتخبنا تهديدًا يجب تقويضه بالكلمات قبل محاولة تجاوزه في الملعب؟ إن الاكتفاء بالتحجج بحرية الرأي هنا لا يعدو كونه خدعة رخيصة؛ فحرية الرأي لا تعني الانحياز، ولا تسمح بإسقاط التعليق الرياضي في بئر العداء المكشوف. ما حدث ليس رأيًا، بل هو تعد صريح على أخلاقيات المهنة وإساءة مباشرة لجوهر الإعلام الرياضي.

إن ما حصل يمثل إهانة للرياضة، وإهانة للجماهير، وإهانة لكل من لا يزال يؤمن بأن الإعلام يجب أن يكون عادلاً ونزيهاً. فالميكروفون ليس ملكا شخصيا للمعلق، بل هو أمانة، ومن يخون الأمانة لا ينبغي أن يُكافأ بالصمت، بل يجب أن يُواجَه بالمحاسبة.

لذا، ما نطرحه اليوم ليس مجرد احتجاج، بل هو صرخة غضب مشروعة: نطالب بفتح تحقيق علني وصارم في هذا العبث الإعلامي، ومساءلة كل من سمح أو تواطأ أو تغاضى عن هذا الانفلات. فالصمت هنا يعد تواطؤًا، والتجاهل مشاركة في الجريمة المهنية.

والرسالة التي يجب أن تصل بوضوح تام هي: منتخبنا الوطني خط أحمر. جماهيره واعية ولن تُستغفَل. وأي محاولة لتوجيه الإعلام أو استخدامه كسلاح ضد منتخبنا ستواجه بالفضح، والتصعيد، وكشف كافة الأقنعة، مهما كانت الأسماء ومهما كانت المنصات عالمية.

إعلان gardenspacenouaceur

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى