تيفلت: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بين التنزيل والاستغلال
تيفلت: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بين التنزيل والاستغلال

السفير 24 – مولاي إدريس الحيمر / سفيان الزيوات
في تيفلت، يثير توزيع الدعم المالي المقدم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جدلاً واسعاً، بعدما تبين أن عدداً من المستفيدين لم يُنفذوا أي مشروع فعلي على أرض الواقع، مكتفين بالاستفادة من الدعم لأغراض شخصية، بعيداً عن الهدف الأساسي للمبادرة في خلق مشاريع مدرّة للدخل وتحسين الوضع الاقتصادي المحلي.
في المقابل، يُبدي العديد من المواطنين الذين يمتلكون الكفاءة والرغبة الحقيقية في الاستثمار المحلي استياءهم من إقصائهم من الدعم، رغم استيفائهم للشروط، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول معايير الانتقاء وشفافية العملية.
وتتزايد المخاوف من احتمال وجود تدخلات أو وساطات سهّلت حصول بعض الأشخاص على التمويل بطرق غير عادلة، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من عامل إقليم الخميسات لفتح تحقيق شفاف ومسؤول لتحديد من أنجز مشروعه فعلاً ومن استغل التمويل دون وجه حق، حفاظاً على المال العام وضماناً لوصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين.
فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أُسست لتشجيع روح المقاولة وتمكين المواطنين من تحسين دخلهم، تفقد معناها ومصداقيتها حين تُستغل لأغراض شخصية. إن استمرار هذا الوضع في مدينة تيفلت، التي تحتاج إلى كل مبادرة جادة للنهوض بتنميتها، يهدد بتحويل مشاريع التنمية إلى منافع ضيقة بدل أن تكون رافعة حقيقية للتنمية المحلية.
وعليه، يبقى التدخل السريع والحازم من طرف عامل إقليم الخميسات أمراً ضرورياً لإعادة الاعتبار لروح المبادرة الوطنية وضمان أن تُصرف أموال التنمية في مسارها الصحيح: خدمة المواطن والمصلحة العامة