«الأمن الروحي للمغاربة».. رؤية جديدة في الخطاب الديني المعاصر

السفير 24 

أصدر المنتدى الأوروبي للوسطية ببلجيكا مؤلفًا جديدًا يحمل عنوان «الأمن الروحي للمغاربة وتطبيقاته المعاصرة: قضايا وأبحاث»، وهو عمل جماعي شارك فيه نخبة من الباحثين المهتمين بالخطاب الديني ومفاهيمه الفكرية والاجتماعية.

يأتي هذا الإصدار في سياق متنامٍ من النقاشات حول الدين في الفضاء العام، حيث يسعى إلى إبراز البعد الروحي في الخطاب الديني المغربي، وكيف ينعكس هذا البعد على الحياة اليومية للمغاربة داخل الوطن وخارجه. فالكتاب لا يكتفي بطرح المفاهيم النظرية، بل يفتح أمام القارئ آفاقاً للتفكير في قيمة الأمن الروحي كعنصر أساسي في تحقيق التوازن الاجتماعي والنفسي، ويحث على إعادة النظر في العلاقة بين الدين والإنسان في ظل التحولات العالمية الراهنة.

وقد أشرف على هذا العمل علال الزهواني، وقدّمه كمال القصير، فيما تولّت فاطمة الزهراء السباعي تنسيقه العلمي، ليشكل الكتاب مرجعاً فكرياً يجمع بين التحليل الأكاديمي والرؤية النقدية للواقع الديني المغربي.

وجاء في أحد فصول الكتاب أن «التدين المغربي يمتلك بعداً عالمياً»، بالنظر إلى انتشار المغاربة في مختلف بقاع العالم، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة الإطار المذهبي الأشعري والصوفي على التكيّف مع قيم ما بعد الحداثة والعولمة. ويؤكد المؤلفون أن التحدي الحقيقي لا يكمن في الانتماء المذهبي ذاته، بل في الوعي الثقافي والقدرة على التفاعل الإيجابي مع القيم الكونية، بما يضمن صون الهوية الروحية للمغاربة في عالم سريع التغيّر.

بهذا، يشكّل الكتاب دعوة مفتوحة لإعادة التفكير في مفهوم الأمن الروحي من منظور مغربي أصيل، يجمع بين التراث الديني المتجذر والانفتاح على القيم الإنسانية العالمية، في زمن تتزايد فيه الحاجة إلى خطاب ديني متوازن، يعزّز السلم الداخلي والعيش المشترك.

إعلان