صرف منحة التميز لطلبة الدكتوراه بعد تأخر دام 17 يوماً

السفير 24

بعد أكثر من أسبوعين من الجدل الواسع الذي أثاره تأخر صرف منحة التميز المخصصة لطلبة سلك الدكتوراه، والذي تطرقت إليه جريدة “السفير 24” في مقالها السابق، تم يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 صرف المنحة أخيراً لفائدة الطلبة المعنيين، منهياً حالة القلق والتذمر التي سادت الأوساط الجامعية طيلة الأسابيع الماضية.

وتأتي عملية الصرف هذه بعد تأخر دام 17 يوماً عن الموعد المعتاد، إذ يُفترض أن تُحوَّل المنحة نهاية كل شهر، مما جعل العديد من الطلبة يعيشون وضعاً مادياً صعباً، خاصة أن أغلبهم يعتمد بشكل كامل على هذا الدعم المالي لتغطية نفقات البحث والمعيشة.

وتُعد منحة التميز، التي تبلغ قيمتها 7000 درهم شهرياً، إحدى أهم آليات الدعم التي يقدمها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST) لتشجيع الباحثين المتفوقين على الاستمرار في إنتاج المعرفة وتطوير البحث العلمي بالمغرب. غير أن تكرار حالات التأخر في صرفها أثار، بحسب مراقبين، تساؤلات جدية حول آليات التدبير المالي والإداري داخل المؤسسة.

ورغم أن عملية الصرف التي تمت اليوم أنهت مؤقتاً حالة الاحتقان، فإن عدداً من الباحثين اعتبروا أن تكرار التأخير يستدعي معالجة هيكلية لضمان انتظام صرف المنح وتفادي انعكاساتها السلبية على الأداء البحثي للطلبة.

ويرى أساتذة جامعيون أن انتظام صرف المنح ليس مجرد مسألة إدارية، بل هو مؤشر على احترام الدولة لالتزاماتها تجاه البحث العلمي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الطلبة الباحثون.

في المقابل، اعتبر متتبعون أن هذه الحادثة ينبغي أن تشكل منعطفاً نحو إصلاح منظومة الدعم العمومي للبحث العلمي، بما يضمن الشفافية والمساءلة، ويُعيد الثقة بين الطلبة والمؤسسات المشرفة على تمويل البحث.

كما دعوا إلى ضرورة فتح تقييم داخلي شامل للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، يهدف إلى مراجعة أولوياته وتوجيه موارده بشكل أكثر فعالية نحو خدمة البحث والتعليم العالي.

وبذلك، يُسدل الستار مؤقتاً على أزمة منحة التميز التي أثارت جدلاً واسعاً، لكن النقاش حول حكامة تدبير الدعم العمومي للبحث العلمي بالمغرب سيظل قائماً، في انتظار إصلاح مؤسساتي يعيد الاعتبار للباحث المغربي ويضمن استقرار مساره العلمي والمهني.

إعلان