
السفير 24 اسراء بلكحل (صحفية متدربة)
جيل ”Z ”هو الجيل الذي ُولد تقريباً بين 1995 و،2010 ويُعرف بكونه أول جيل نشأ في ظل الانتشار الواسع للإنترنت
ووسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، وبالتالي يتميز هذا الجيل بقدرة كبيرة على استعمال التكنولوجيا للتعبير عن
آرائه، وبحساسية عالية تجاه قضايا العدالة الاجتماعية، والبيئة، وحقوق الانسان.
وقد بدأت حركة الاحتجاجات التي ارتبطت بجيل Z في مدينة ستوكهولم – السويد سنة ،2018 مع المبادرة الفردية للطالبة
غريتا تونبرغ، التي اعتصمت أمام البرلمان السويدي مما ساعد على انتشارها هو بالتحرك ضد التغير المناخي،
التحول السريع لهذه الخطوة الصغيرة إلى حركة عالمية عُرفت باسم Future for Fridays، لتكون بذلك الشرارة الاولى التي
أطلقت موجات احتجاجات يقودها جيل Z في مختلف أنحاء العالم.
في ألمانيا )برلين( وفرنسا )باريس(، شارك الشباب في مظاهرات من أجل المناخ والعدالة البيئية، وعلاوة على ذلك، ضغطوا
على الحكومات لتعزيز السياسات البيئية. ، فبعد مذبحة مدرسة باركالند سنة
،2018 خرج طالب جيل Z في احتجاجات Lives Our for March للمطالبة بتشديد قوانين الاسلحة وحماية المدارس، وفي
نفس السياق، نظم الشباب في أستراليا و ملبورن احتجاجات مدرسية ضد التغير المناخي، مطالبين بخفض الانبعاثات الكربونية
واتخاذ إجراءات حماية البيئة.
كما خرج الشباب في كينيا ونيبال احتجاجاً على قضايا سياسية واجتماعية مثل الضرائب، الفساد، وحقوق الشباب في المشاركة
السياسية، ومما أدى إليه ذلك أن الاحتجاجات في نيبال تسببت في سقوط الحكومة.
أما في المغرب، فقد وصلت موجة الاحتجاجات إلى بعض المدن، وبدأت بأشخاص معينين يدعون إلى الاحتجاج عبر وسائل
التواصل الاجتماعي ومنصات مثل ”الديسكورد“، وإذ ب هؤلاء ناشدوا الشباب للخروج في عدة مدن عبر وقفات سلمية، بدأت
الامور في بعض الاماكن تخرج عن دائرة السلم بفعل تحريضات يُفترض أنها من خارج البلاد لتزعزع استقرارها. هذه الافعال
أصبحت تؤثر على مصداقية مطالب الشباب الحقيقية، مثل تحسين التعليم والصحة، وتسبيق احتياجات المواطن على الاستثمار
في التحضيرات لكأس العالم، وع على ذلك، تسبب بعض المتظاهرين الدخالء على مفهوم السلمية في تخريب الممتلكات
العامة والخاصة، بالاضافة إلى السرقة والنهب.
رغم ما شهدته بعض الاحتجاجات من تجاوزات وعنف في بعض الدول، يظل جيل Z جيلا واعيًا ومؤثرا، يمتلك القدرة على
استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي إحداث التغيير، كما أن تجاربهم في جميع أنحاء العالم، من ستوكهولم إلى
المغرب، تثبت أن الشباب قادر على رفع الوعي بقضايا مهمة مثل المناخ، العدالة االجتماعية، والتعليم، شرط أن تبقى
االحتجاجات سلمية ومنظمة، لذلك فإن الحفاظ على سلمية التحركات يضمن وصول الرسائل الحقيقية للمسؤولين وإحداث تأثير
فعلي يحقق مطالب المجتمع دون الاضرار بمصالح المواطنين أو الممتلكات العامة.