السفير 24
شهدت مقبرة الرحمة، إحدى المقابر الرئيسية بمدينة الدار البيضاء، موجة من أعمال التخريب والإساءة التي أثارت استياء عميقاً لدى ذوي المتوفين وزوار المقبرة.
وأكد عدد من المواطنين في اتصالهم بـ”السفير 24″ أن هذه الأعمال تتجاوز مجرد التخريب الظاهر، مشيرين إلى أن ما يخفى وراء هذه التصرفات قد يكون أعظم وأكثر خطورة، ما يثير مخاوف جدية حول سلامة القبور وحماية جثامين الموتى.
وفي حادثة حديثة، نشر أحد أقارب الموتى فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشتكي فيه من سرقة أحجار من أمام قبر والدته المتوفاة، معبراً عن استيائه العميق من هذا التعدي المستمر على حرمة المقابر. وقد لاقى هذا الفيديو تفاعلاً واسعاً من طرف المجتمع، مؤكدين على ضرورة تدخل الجهات المختصة بشكل عاجل.
وبحسب شهادات المتضررين، فإن محاولات تقديم شكايات لدى إدارة المقبرة اصطدمت بصعوبات كبيرة، حيث يواجه المواطنون رفضاً أو عجزاً من طرف الإدارة عن التدخل الفوري لمعالجة الوضع، وهو ما يزيد من شعورهم بالعجز والإحباط أمام هذه الانتهاكات.
وطالب المشتكون المسؤولين عن جميع المقابر بضرورة تعزيز إجراءات المراقبة، عبر تفعيل الحراسة المشددة وتركيب كاميرات مراقبة، لضمان سلامة المقابر وحماية جثامين الموتى من أي تعدٍ محتمل. مؤكدين أن من يستطيع تخريب قبر قد يمتد فعله ليصل إلى انتهاك أشد خطورة، بما في ذلك العبث بالجثث، وهو ما يشكل جريمة تتطلب تدخل الجهات المختصة بشكل عاجل وفعّال.
ويرى المختصون في شؤون الأمانة والرقابة أن حماية المقابر ليست مجرد مسألة رمزية أو أخلاقية فحسب، بل واجب قانوني واجتماعي، ويعكس مدى احترام المجتمع لحقوق الموتى وللأسر المفجوعة. وفي هذا السياق، يبقى تعزيز المراقبة وتفعيل القوانين ذات الصلة من الأولويات الملحة لضمان بيئة آمنة ومحترمة داخل المقابر.
هذا، ودعا المواطنون والفاعلون المدنيون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة، تشمل الحراسة المستمرة والمراقبة التكنولوجية، لضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات، وحماية المقابر كفضاء يحفظ كرامة الموتى وحق الأحياء في الاطمئنان على ذويهم.
