عبد اللطيف حموشي والديستي.. صمام أمان المغرب في مواجهة خونة الوطن
عبد اللطيف حموشي والديستي.. صمام أمان المغرب في مواجهة خونة الوطن

السفير 24
أثبتت التجربة المغربية في المجال الأمني خلال العقدين الأخيرين قدرتها على الجمع بين المقاربة الاستباقية والحزم الميداني في التصدي لمختلف أشكال التهديدات الإرهابية والجرائم العابرة للحدود. ويُعزى هذا النجاح بدرجة كبيرة إلى الكفاءة والحنكة التي أبان عنها السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والذي أصبح رمزاً للثقة لدى المغاربة ومرجعاً إقليمياً ودولياً في مجال مكافحة الإرهاب.
منذ توليه المسؤولية، تبنى حموشي مقاربة شمولية تقوم على الرصد المبكر والتنسيق الوثيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، مما مكّن من تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية قبل الشروع في تنفيذ مخططاتها. وتجلّت نجاعة هذه المقاربة في إحباط العديد من المشاريع التي استهدفت الأمن القومي، مستلهمة مرجعيتها من تنظيمات متطرفة عابرة للحدود، وهو ما عزز صورة المغرب كبلد مستقر في منطقة تعيش على وقع أزمات متلاحقة.
غير أن عمل جهاز “الديستي” لم يتوقف عند مواجهة التهديدات الإرهابية الكلاسيكية، بل امتد ليشمل التصدي لـ الحروب غير التقليدية التي تُشن ضد المملكة، سواء عبر حملات إعلامية مشبوهة أو عبر محاولات تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي. وفي هذا السياق، أبان الجهاز عن يقظة كبيرة في فضح شبكات الدعاية التي توظف قضايا حقوقية أو اجتماعية بغرض النيل من صورة المؤسسات وإضعاف ثقة المواطن فيها، وهي حملات غالباً ما تجد دعماً مباشراً أو غير مباشر من أطراف خارجية لا تخفي عداءها للوحدة الترابية وللاستقرار السياسي للمغرب.
إن الدور البارز الذي تلعبه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تحت قيادة عبد اللطيف حموشي، يكشف عن قدرة الدولة المغربية على التكيف مع طبيعة التحديات الأمنية الجديدة، حيث أصبح الأمن لا يقتصر فقط على مواجهة التهديد المسلح، بل يشمل أيضاً حماية الوعي الجمعي من محاولات الاختراق والتشويش. وبهذا المعنى، فإن الجهاز لا يحمي حدود الوطن الجغرافية فحسب، بل يسهر كذلك على صون جبهته الداخلية من أي محاولات لزعزعة استقراره.
ويجمع المتتبعون على أن نجاح التجربة المغربية يعود إلى ثلاثية مترابطة: الرؤية الاستراتيجية للقيادة الأمنية، والتنسيق المؤسساتي المتكامل، والالتفاف الشعبي حول مؤسسات الدولة. وهي عناصر تجعل من المغرب نموذجاً يحتذى به في محيط إقليمي متقلب، وتؤكد أن الثقة الشعبية التي يحظى بها عبد اللطيف حموشي ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة لمسار طويل من العمل المتواصل والنجاحات المتراكمة في حماية أمن الوطن والمواطنين.