ترامب يتجنب تأييد احتلال غزة ويحذر من أزمة إنسانية… والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
ترامب يتجنب تأييد احتلال غزة ويحذر من أزمة إنسانية... والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر

السفير 24
أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 5 غشت 2025، أن تركيز إدارته ينصب على زيادة إيصال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، دون أن يُفصح صراحة عن موقفه تجاه نية إسرائيل احتلال القطاع بشكل كامل.
وفي تصريح أدلى به للصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب: “أعلم أننا هناك الآن نحاول إطعام الناس، أما بشأن بقية الأمر، فلا يمكنني قول الكثير، فالأمر متروك لإسرائيل”. وأضاف أن سكان غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز إيصال المساعدات، وأن دولًا عربية ستساهم في هذا الجهد الإنساني.
في الوقت ذاته، تتصاعد في إسرائيل تصريحات رسمية تشير إلى احتمال توسيع العملية العسكرية في غزة. حيث صرّح مسؤول في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الأخير يميل إلى المضي قدمًا نحو السيطرة الكاملة على القطاع، بعد أن وصلت المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إلى طريق مسدود.
ووفقًا لما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، من المرتقب أن يعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت) اجتماعًا حاسمًا يوم الخميس المقبل لبحث خطة احتلال كامل لغزة. وأكد مسؤولون مقربون من نتنياهو أن القرار قد اتُّخذ بالفعل، وقالوا: “نتجه نحو احتلال كامل لغزة، وستُنفذ عمليات عسكرية في المناطق التي يُحتجز فيها الرهائن. وإذا رفض رئيس الأركان تنفيذ القرار، فبإمكانه الاستقالة”.
من جهتها، حذّرت الأمم المتحدة من تداعيات كارثية في حال توسيع نطاق الحرب. وقال ميروسلاف جينكا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا وآسيا والأمريكيتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن، إن أي تصعيد عسكري جديد يهدد حياة ملايين الفلسطينيين، كما أنه قد يُعرض الرهائن المتبقين في القطاع للخطر بشكل مباشر.
على الأرض، لا تزال الأوضاع الإنسانية في القطاع تسير نحو المزيد من التدهور، في ظل استمرار تدفق المساعدات بصعوبة. وقد انطلقت القافلة التاسعة من المساعدات المصرية إلى غزة، في وقت أُعلن فيه عن مقتل 20 شخصًا وإصابة العشرات إثر انقلاب شاحنة مساعدات وسط تدافع حشود من المحتاجين في القطاع الأوسط.
وسط كل ذلك، يظل الموقف الأمريكي ضبابيًا، مع تركيز واضح على الجانب الإنساني دون اتخاذ موقف واضح من التحرك الإسرائيلي المحتمل. وفي المقابل، تتقدم إسرائيل بخطوات متسارعة نحو حسم ميداني في القطاع، ما ينذر بتصعيد واسع النطاق، بينما تتزايد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.



