عبد الله الوردي.. والي أمن الدار البيضاء الذي زرع الطمأنينة في قلب أكبر مدن المملكة بصرامته وحنكته الميدانية
عبد الله الوردي.. والي أمن الدار البيضاء الذي زرع الطمأنينة في قلب أكبر مدن المملكة بصرامته وحنكته الميدانية

السفير 24
تعيش مدينة الدار البيضاء، كبرى الحواضر المغربية وأكثرها كثافة سكانية وحركية اقتصادية، على وقع تحولات أمنية عميقة تجسدت في تعزيز الشعور العام بالأمن والانضباط، بفضل القيادة الحكيمة والحازمة للسيد عبد الله الوردي، والي ولاية أمن الدار البيضاء.
فمنذ توليه هذا المنصب، انخرط السيد الوردي في تفعيل رؤية أمنية شمولية تستند إلى الصرامة في التطبيق، والنجاعة في التدبير، والتجاوب الفعلي مع توجيهات السيد المدير العام للأمن الوطني، السيد عبد اللطيف الحموشي، الذي جعل من تحديث المؤسسة الأمنية ورعاية أمن المواطنين أولوية استراتيجية للدولة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
لقد اتسمت المقاربة الأمنية التي ينهجها والي الأمن عبد الله الوردي بالحكامة الميدانية المبنية على الاستباق واليقظة والجاهزية، مع الحرص الدائم على أن تكون المؤسسة الأمنية عنصراً فاعلاً في خدمة المواطن وضمان طمأنينته وسلامته، لا مجرد جهاز إداري.
ففي مدينة تحتضن الملايين من السكان وتستقطب آلاف الوافدين يومياً، وتعرف دينامية اقتصادية وتجارية كبيرة، كان لزاماً أن تتم مواجهة التحديات الأمنية بمنطق التدبير المحكم لاجتماع عناصر القوة الصلبة والناعمة في الآن ذاته، وهي المعادلة التي أتقن السيد الوردي صياغتها وتفعيلها على أرض الواقع.
ومن مظاهر هذا التحول، التنسيق اليومي والدائم بين مختلف المناطق الأمنية التابعة لولاية أمن الدار البيضاء، والتي تعمل جميعها في انسجام تام مع التوجيهات الصادرة عن والي الأمن، حيث تشهد مختلف أحياء المدينة تدخّلات أمنية دقيقة تعتمد على تحليل المعطيات الميدانية وقراءة المؤشرات الجرمية وفق مقاربة علمية حديثة.
وهكذا، باتت الحملات الاستباقية ضد الجريمة بمختلف أشكالها – من السرقة بالعنف، وترويج المخدرات، إلى الجرائم الإلكترونية والاعتداءات الجنسية – جزءاً من العمل اليومي الذي لا يعرف التراخي أو التهاون، ما أدى إلى تقليص نسبة الجرائم العنيفة وتحقيق مؤشرات إيجابية في ميدان محاربة الجريمة وتفكيك الشبكات الإجرامية.
وما يميز القيادة الأمنية لعبد الله الوردي هو حضوره الدائم في الميدان، حيث لا يكتفي بإصدار التعليمات من مكتبه، بل يحرص على المعاينة المباشرة والتتبع الشخصي لسير العمليات الأمنية، سواء في المناسبات الكبرى التي تعرفها المدينة أو في العمليات النوعية التي تنفذها الفرق الخاصة ومصالح الشرطة القضائية. وتُجمع شهادات من داخل المؤسسة الأمنية وخارجها على أن الرجل لا ينام كثيراً، وأن ليله في كثير من الأحيان يماثل نهاره في الحركية والحرص والتوجيه والتصويب، وكل ذلك في سبيل توفير الأمن والسكينة لرعايا صاحب الجلالة بهذه المدينة العملاقة.
وتكمن قوة منهجية عبد الله الوردي كذلك في تفاعله الإيجابي مع التعليمات المركزية الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني، حيث يتجلى ذلك في التطبيق الصارم للتوجيهات المرتبطة باحترام حقوق الإنسان أثناء التدخلات الأمنية، والانفتاح على وسائل الإعلام والمجتمع المدني، والتواصل المستمر مع المنتخبين والسلطات الترابية، وكل ذلك ضمن رؤية تجعل من الأمن مسؤولية جماعية ومرفقاً عمومياً في خدمة المواطن وليس ضده.
كما تُعدّ ولاية أمن الدار البيضاء نموذجاً في مجال تحديث البنيات التحتية الأمنية، بفضل مواكبة والي الأمن للأوراش الكبرى التي أطلقتها المديرية العامة، سواء من حيث تجديد المقرات الأمنية، أو تعزيزها بالتجهيزات والموارد البشرية والتكنولوجية اللازمة. وقد ساهم ذلك في إضفاء نجاعة أكبر على عمل الشرطة القضائية وشرطة المرور والاستعلامات العامة، إلى جانب المصالح التقنية والعلمية التي باتت تلعب دوراً محورياً في كشف العديد من القضايا الإجرامية المعقدة.
ومن اللافت أيضاً أن عبد الله الوردي لم يهمل البعد الإنساني والاجتماعي في تدبيره لولاية الأمن، حيث يحرص على تحفيز رجال ونساء الأمن، والرفع من معنوياتهم، ومواكبة أوضاعهم الاجتماعية، إيماناً منه بأن الأمن الحقيقي لا يتحقق إلا برجال أمن يحظون بالاحترام والتحفيز والاستقرار النفسي والمهني.
وفي ظل هذا النهج المتكامل، أصبحت الدار البيضاء، رغم تعقيدها العمراني والديمغرافي، مدينة أكثر أمناً، وأكثر قابلية للعيش، حيث ساهم استتباب الأمن في تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي، وتعزيز جاذبية المدينة كمركز اقتصادي ومالي للمملكة.
إن العمل الأمني الذي تشهده الدار البيضاء اليوم تحت إشراف السيد عبد الله الوردي، ليس إلا ترجمة عملية لتعليمات وتوجيهات السيد المدير العام للأمن الوطني، السيد عبد اللطيف الحموشي، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة إرساء أمن مواطني المملكة كأولوية لا تقبل المساومة، تنفيذاً للرؤية الملكية السامية التي تجعل من أمن الوطن والمواطنين حجر الزاوية في كل سياسة تنموية.
وهكذا، فإن عبد الله الوردي لا يمثل فقط والي أمن على رأس جهاز محلي، بل يجسد نموذجاً للمسؤول الأمني الوطني الذي يدمج بين الصرامة والانفتاح، وبين الصمت المهني والتواصل الاستراتيجي، وبين الوفاء للتعليمات المركزية والمرونة في التعامل مع خصوصيات الميدان.
هذا، ويبقى عبد الله الوردي رجل أمن بامتياز، يُحسب له بادارته أعقد الملفات الأمنية في أكثر مدن المملكة ديناميةً، وظل في كل ذلك وفياً لقسمه، خادماً وفياً لرعايا جلالة الملك، ساهراً على راحتهم، مدافعاً عن أمنهم وسكينتهم بلا كلل ولا ملل.